النفس و الطب

فرع من الطب يعنى بتشخيص الأمراض العقلية ومعالجتها والوقاية منها. وثمة شواهد تشير إلى أن الأمراض العقلية ظاهرة عرفها الإنسان البدائي نفسه. فقد اكتشف العلماء في بعض الجماجم التي عثروا عليها ثقوبا أحدثت بمخرز أو مثقب بغية تخفيف الضغط عن الدماغ في ما يبدو, أو ربما لتمكين الأرواح الشريرة من الفرار من مستقرها في الجمجمة. ولعل فيثاغورس كان أول من أدرك أن الدماغ مركز الذكاء وأن الأمراض العقلية ناشئة عن اضطراب يصيبه. ثم جاء أبقراط من بعده فدعا إلى معالجة الاضطرابات العقلية بالحمامات, والحمية, والفصد. بل لقد ذهب أبقراط إلى أن الاستعداد الوراثي قد يكون سببا من أسباب المرض العقلي, وأن تحليل أحلام المريض يكشف عن شخصيته. واستمر هذا الاستشراف العلمي للأمراض العقلية أيام الرومان والعرب. أما طب النفس الحديث فقد بدأ مع فيليب بينيل Pinel (1745 - 1826), وهو يشمل مبحثين أساسيين: مبحث الاضطرابات العضوية ومبحث الاضطرابات الوظيفية